هل سبق لك أن تصفحت وسائل التواصل الاجتماعي وشعر هناك شيئًا مفقودًا؟ إنه الصوت!
في أثناء تصفحك للمنشورات، قد تلاحظ أن المزيد من إعلانات الفيديو يتم تشغيلها بصمت تام. فما الذي يقف وراء هذا الاتجاه الغريب، ولماذا تتخلى العلامات التجارية عن الصوت؟
ظاهرة إعلانات الفيديو بدون صوت
شهدت إعلانات الفيديو الصامتة ارتفاعًا ملحوظًا في شعبيتها. فقد أبلغت منصات مثل فيسبوك وإنستجرام وتويتر(X) عن زيادات كبيرة في استخدام الفيديوهات التي تُشغّل تلقائيًا دون صوت.
هذه الثورة الصامتة قد أعادت تشكيل طريقة تعامل العلامات التجارية مع إعلانات الفيديو، خاصة في عصر تقلص فيه مدى الانتباه ويطلب فيه المستخدمون محتوى سريع وسهل الوصول.

لماذا تقوم العلامات التجارية بإيقاف تشغيل الصوت؟
سلوك المستهلك: ثورة هادئة
يقع سلوك المستهلك في صميم هذا الاتجاه. فالمشاهد الحديث غالبًا ما يكون متعدد المهام – سواء كان يتنقل، أو يعمل، أو يتصفح في مكان هادئ و يمكن أن يكون الصوت مصدر إزعاج غير مرحب به.
وتشير البحوث إلى أن 80٪ من المستهلكين يتفاعلون بشكل سلبي مع الإعلانات التي تفاجئهم بصوت غير متوقع.
لتجنب تجاوز الإعلان أو كتم الصوت، تكيفت العلامات التجارية بإنشاء فيديوهات يمكنها نقل رسالتها دون الاعتماد على الصوت.

عالم يعتمد على الهواتف المحمولة: التكيف مع كيفية المشاهدة
تناسب إعلانات الفيديو الصامتة البيئات التي قد لا يمتلك فيها المستخدمون سماعات رأس أو يفضلون إبقاء هواتفهم على الوضع الصامت.
ويمكن للعلامات التجارية ضمان رؤية رسالتها وفهمها من قبل جمهور أوسع من خلال إنشاء إعلانات لا تحتاج إلى صوت.
الأماكن العامة ومخاوف الخصوصية: صوت الصمت
ثم أن العامل الرئيسي الأخر الذي يدفع الشركات إلى الإعتماد على إعلانات الفيديو الصامتة هو المكان الذي يشاهد فيه الناس هذه الإعلانات كالأماكن العامة مثل الحافلات والقطارات أو حتى غرف الانتظار.
فإن غالباً ما يكون تفاعل المستخدمون مع وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الأماكن مرتفعاً للغاية، إلا أن أغلب المستخدمين يميلون إلى التصفح ومشاهدة الإعلانات دون رفع الصوت.

وقد ساهم هذا الأمر بدفع العلامات التجارية والشركات إلى اعتماد الإعلانات الصامتة لكي لا تفوت اعلاناتها لمجرد أنها تعتمد على الصوت.
قوة سرد القصص البصرية
تركز العلامات التجارية الآن بشكل أكبر على العناصر البصرية القوية، النصوص التوضيحية الجذابة، والصور الديناميكية لشد الانتباه ونقل رسالتها. من الألوان الجريئة إلى التعبيرات الوجهية المؤثرة، يجب أن يعمل كل عنصر من عناصر الفيديو معًا لإنشاء قصة تُلهم دون الحاجة إلى التعليق الصوتي أو الموسيقى التصويرية.
دور النصوص التوضيحية والتعليقات المكتوبة
أصبحت النصوص التوضيحية والتعليقات المكتوبة عناصر أساسية في إعلانات الفيديو الصامتة. لا تحل هذه العناصر فقط محل الكلمات المنطوقة، بل تعزز أيضًا إمكانية الوصول، مما يضمن وصول الرسالة إلى الجميع، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع. وتُظهر معدلات التفاعل للفيديوهات التي تحتوي على ترجمة نصية مكتوبة زيادة كبيرة، حيث تشير بعض الدراسات إلى زيادة في المشاهدة تصل إلى 12٪ مقارنة بالفيديوهات دون تعليقات.

لقد أتقنت العديد من العلامات التجارية بالفعل فن إعلان الفيديو بدون صوت.

