يتغير سلوك المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير بسبب عوامل مثل التمدّن، وتزايد الثراء، والاستخدام الواسع النطاق للتكنولوجيا الرقمية. ويؤدي هذا التحول إلى خلق مشهد استهلاكي متنوع، مع تفضيلات وتطلعات متميزة بين مختلف القطاعات.
يوفر شهر رمضان المبارك فرصة فريدة للتواصل مع الجماهير بطريقة شخصية وديناميكية.
من عشاق الطعام إلى المؤثرين البيئيين:
يزدهر مشهد عشاق الطعام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدفوعًا بالسعي الشغوف لخوض تجارب أصيلة ولذيذة.تهتم هذه المجموعة بشكل خاص باستكشاف اتجاهات الطهي المختلفة، بدءًا من طعام الشوارع التقليدي إلى المأكولات المبتكرة.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، أدى ظهور “عشاق الطعام” إلى نمو بنسبة 125% في سوق المأكولات والمشروبات، حيث تلبي المطاعم الأذواق والتفضيلات المتنوعة. يؤدي الشغف لتجارب الطهي المتنوعة إلى زيادة كبيرة في طلبات الطعام عبر الإنترنت، مع زيادة ملحوظة بنسبة 25% في طلبات خدمات توصيل البقالة. التوقعات لعام 2024 مثيرة للإعجاب، حيث تتوقع زيادة بنسبة 150٪ في “الباحثين عن مغامرات الطهي”، مما يؤدي إلى نمو ملحوظ بنسبة 155٪ في سوق الأغذية والمشروبات وخدمات التوصيل. يخلق هذا الاتجاه فرصة كبيرة للشركات التي يمكنها تلبية احتياجات هذه الشريحة المتزايدة من السكان.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بالتساهل!
التجارب المحلية الفائقة: اتصالات أصيلة وتجزئة شخصية
تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعًا في التجارب المحلية، مدفوعة بالرغبة في التواصل الحقيقي والتفاعلات الشخصية. ويتجلى هذا الاتجاه في جوانب مختلفة، بما في ذلك ظهور متاجر مفهوم الحي، والأحداث المجتمعية، واعتماد استراتيجيات التسويق القائمة على الموقع. يبحث المستهلكون بشكل متزايد عن تجارب تتوافق مع ثقافتهم المحلية، مما يعزز الشعور بالانتماء. ومن المتوقع أن ينمو هذا الاتجاه، الذي شهد زيادة بنسبة 100% في عام 2023، ليصل إلى 160% في عام 2024. ويضمن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا سهولة الوصول إلى البائعين والتجارب الشخصية، مما يدعم الارتفاع المستمر لـ “الباحثين عن التجارب المحلية”. مدفوعة بالحاجة إلى بناء المجتمعات وخلق شعور بالانتماء.
تعد الأصالة والتواصل أمران أساسيان، حيث يؤدي الطلب على التجارب المحلية المفرطة إلى
50 مليارات دولار
في الإنفاق الذي يركز على المجتمع. هذا يتضمن:
صعود المؤثرين البيئيين: أنماط الحياة القائمة على الاستدامة
تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حركة استهلاكية واعية متزايدة، حيث يقوم الأفراد بمواءمة قرارات الشراء الخاصة بهم مع القيم الصديقة للبيئة. ويتجلى ذلك في ظهور “المؤثرين الأخضرين”، الذين يروجون للاستدامة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والدعوة. في عام 2023، كان هناك ارتفاع ملحوظ في الطلب على المنتجات والخدمات المستدامة في مجالات الموضة والجمال والأدوات المنزلية. وفي عام 2024، من المتوقع أن يصل تأثير “المؤثرين البيئيين” إلى 30% من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يؤثر بشكل مباشر على اعتماد المنتجات/الخدمات المستدامة والاقتصاد.
هل كنت تعلم؟
يجذب إيكوفيست (EcoFest)، وهو مهرجان سنوي للاستدامة في الرياض، أكثر من 50,000 زائر ويشهد شراء منتجات صديقة للبيئة بملايين الدولارات مدفوعًا بمشاركة المؤثرين وحملات التوعية.
الاتجاهات الناشئة التي تشكل
مستقبل الاستهلاك
تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في طليعة العديد من الاتجاهات الاستهلاكية الناشئة التي تهدف إلى إعادة تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد مع العلامات التجارية والمنتجات. وتشمل هذه الاتجاهات
تعمل هذه الاتجاهات على تغيير المشهد الاستهلاكي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يطرح تحديات وفرضًا للعلامات التجارية. لكي تزدهر في هذه البيئة الديناميكية، تحتاج العلامات التجارية إلى:
01 تسخير قوة وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق المستهدف وإشراك العملاء.
02 إنشاء تجارب غامرة وجذابة تتناسب مع الثقافات المحلية.
03 تقديم المنتجات والخدمات التي تلبي الاحتياجات المتطورة للمستهلكين، بما في ذلك الوعي بالصحة العقلية.
ومن خلال فهم هذه الاتجاهات الناشئة والتكيف معها، يمكن للعلامات التجارية التواصل مع جمهورها المستهدف ودفع النمو المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2024.