أثارت قرارات جوجل “Google” الأخيرة بالحفاظ على ملفات تعريف الارتباط جدلاً في عالم تكنولوجيا التسويق. وقد رحبت بعض القطاعات بهذه الخطوة في حين وجدت قطاعات أخرى نفسها في وضع غير مريح. في هذا المقال، نستعرض من هم الفائزون والخاسرون في هذا القرار المتخذ وما ينبغي على الشركات أخذه بعين الاعتبار في المستقبل.
أولاً، ما هي ملفات تعريف الارتباط لجوجل "Google" ؟
ملفات تعريف الارتباط (Cookie Pixels) عبارة عن رموز برمجية صغيرة توضع على المواقع الإلكترونية لتتبع نشاط المستخدم وجمع البيانات. هذه البيانات مهمة جداً للتسويق الرقمي، حيث تسمح للشركات بعرض الإعلانات للمستخدمين بناءً على سلوكهم عبر الإنترنت.
١- الشركات الصغيرة والشركات الناشئة
غالباً ما تفتقر الشركات الصغيرة والناشئة إلى بيانات مباشرة واسعة، وتعتمد بشكل كبير على ملفات تعريف الارتباط من أطراف ثالثة لفهم جمهورها واستهداف الإعلانات بشكل فعال.
← قرار جوجل يعتبر شريان حياة لهذه الشركات، حيث يمكنهم من الاستمرار في الاستفادة من بيانات الأطراف الثالثة في جهودهم التسويقية.
٢- الشركات غير المستعدة لعالم بدون ملفات تعريف الارتباط
العديد من الشركات لم تستثمر في جمع البيانات المباشرة، معتقدةً أن ملفات تعريف الارتباط من الأطراف الثالثة ستظل متاحة. أما الآن، فقد أصبح بحوزة هذه الشركات وقت إضافي للتكيف والإستثمار بتكنولوجيا واستراتيجيات جديدة لا تعتمد كلياً على ملفات تعريف الإرتباط من أطراف ثالثة، مستفيدةً من إستمرار توفر هذه البيانات حالياً.
← قرار جوجل يوفر بعض الراحة، مما يسمح لهم بالحفاظ على استراتيجياتهم التسويقية الحالية دون تعطيل فوري.
٣- منصات الإعلان الرقمي
تعتمد منصات الإعلان الرقمي على تدفق بيانات الأطراف الثالثة بشكل كبير من أجل تقديم خدمات إعلانية دقيقة وفعالة. قرار جوجل يضمن إستمرارية تقديم خدمات الإعلانات المستهدفة بشكل فعال عبر هذه المنصات.
← هذا القرار يضمن إستمرارية تدفق ايراداتهم من خلال إستمرارية أعمالهم وخدماتهم الاعلانية، مما يجعلهم الفائزين الأكبر من قرار جوجل.
١- المستهلكون
غالباً، لا يدرك المستهلكون الفرق بين بيانات الطرف الأول وبيانات الطرف الثالث. واستمرار استخدام ملفات تعريف الارتباط يعني أن سلوكهم عبر الإنترنت يتم تتبعه دون موافقتهم الصريحة.
← من الممكن أن يؤدي هذا القرار إلى الشعور بالاستغلال و أن يخلق مخاوف متعلقة بالخصوصية، حيث تستمر الإعلانات المخصصة في استهدافهم بناءً على بيانات الأطراف الثالثة.
٢- المدافعون عن الخصوصية
يعتبر المدافعون عن الخصوصية أن قرار جوجل يمثل انتكاسة لهم ولجهودهم. هذه الخطوة تؤخر الانتقال نحو إنترنت يركز أكثر على الخصوصية، مما يجعل من الصعب الدفع نحو لوائح أقوى لحماية البيانات.
← يُنظر إلى هذا القرار على أنه انتصار للشركات على حقوق المستهلكين، مما يعقد جهود المدافعين عن الخصوصية في مساعيهم لتحقيق تسويق يعتمد على الخصوصية.
٣- الشركات التي تستثمر في بيانات الطرف الأول
قد تشعر الشركات التي استثمرت بشكل كبير في بنية البيانات المباشرة بأنها في وضع غير مريح. وقد تبدو جهودهم للتحضير لعالم خالٍ ملفات تعريف الارتباط سابقة لأوانها أو حتى مهدرة.
← تواجه هذه الشركات انتكاسة مؤقتة مع استمرار السوق في الاعتماد على ملفات تعريف الارتباط من الأطراف الثالثة، مما يخلق ارتباكًا لها.